اعترافات قاتل اقتصادي Confession of an Economic Hit Man

اعترافات قاتل اقتصادي

Confession of an Economic Hit Man

ان ما يحدث على ارض الواقع يؤكد فحوى كتاب
اعترافات قاتل اقتصاديConfession of an Economic
 Hit Man

لمؤلفه الأمريكي جون بيركنز John Perkins

الكتاب حصيلة خبرة القاتل نفسه ويكشف الكثير من الخفايا والأسرار.

صحوة الضمير وان كانت متأخرة تفيد في اعادة تشكيل الوعي حول الكثير من القضايا التي بدت للعامة غامضة وطواها التاريخ دون اماطة اللثام عنها وجعلها مكشوفة امام الجميع.

هذا ما فعله ضابط المخابرات الأمريكية السابق جون بيركنز في كتابه بعنوان

اعترافات قاتل اقتصادي

Confessions of an Economic Hit Man

و عمل في شركة استشارات هندسية تنسق مع وكالة الأمن القومي.

الكتاب فيه وصف للأسلوب الأمريكي الحديث في استعمار العالم وهو مذكرات شخصية لكاتب عمل في المؤسسة الأمريكية لسنوات قاتلا محترفا باعترافه وهنا تكمن اهمية هذا الكتاب وأنه نشره الى الملأ حين صحا ضميره.

الكاتب عمل كبيرا للمستشارين الاقتصاديين في شركة استشارات هندسية مين وهي قطاع خاص لها علاقة بوكالة الأمن القومي ويعرف القتلة الاقتصاديين بانهم رجال محترفون يتقاضون أجورا عالية لابتزاز الدول الصغيرة بعد توريطها والتحكم في مواردها من خلال تقارير محتالة ورشا وانتخابات مزورة وهم يمارسون لعبة قديمة في انهيار الامبراطوريات.

يعترف الكاتب انه كان واحدا من هؤلاء ووظيفته تشجيع زعماء العالم على الدخول في شرك القروض المالية الضخمة ومن ثم ابتزازهم لتامين حاجاتنا السياسية والاقتصادية والعسكرية. ويورد امثلة على جرائم بلاده بحق الآخرين في العالم الثالث منها:
قيام الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت عام 1951 بالقضاء على رئيس وزراء ايران الأسبق والمنتخب محمد مصدق وتنصيب الشاه محمد رضا بهلوي امبراطورا على ايران بسبب اقدام مصدق على تأميم النفط الايراني.

وتطول قائمة ضحايا الجشع الأمريكي بسبب القاتل الذي صحا ضميره متأخرا جون بيركنز لتشمل:
رئيس بنما الأسبق
عمر توريخوس Omar Efraín Torrijos Herrera

President Carter shakes hands with General Torrijos of Panama after signing the Panama Canal Treaty

الذي اغتالته السي آي ايه بتفجير طائرته لأنه أصر على استعادة قناة بنما من السيطرة الأمريكية.
وكذلك الرئيس الاكوادوري الأسبق
جيم رولدوس Jaime Roldós Aguilera

الذي ناصب العداء لشركات النفط الأمريكية.

وفي معرض تفصيله لطريقة عمل القتلة الاقتصاديين يقول بيركنز أن هناك ثلاث مراحل للهيمنة الأمريكية على مقدرات الآخرين وهي

المرحلة الأولى : القتلة الاقتصاديون الذين يزينون للزعماء الحصول على عروض ضخمة من البنك وصندوق النقد الدوليين.

المرحلة الثانية: تحرك ما يطلق عليهم الواويات أو بنات آوى ومهمة هؤلاء هي التخلص من الزعيم العنيد اما بالتصفية او بالانقلاب عليه.

المرحلة الثالثة: تحرك الجيش الأمريكي لغزو واحتلال البلد المعني كما حدث في بنما والعراق.

ويتحدث الكاتب عن غزو العراق واحتلاله عام 2003 بقوله أنه اتفق في مطبخ السياسة الأمريكية أن تكون نهاية الرئيس العراقي صدام حسين على غرار نهاية نظيره البنمي نورييغا لتغيير المعادلة.

ويؤكد أن الحكومة الامريكية تسيطر عليها الشركات العابرة للقارات واهمها شركات النفط موضحا ان روبرت مكنمارا كان رئيسا لشركة فورد ومن ثم وزير دفاع وبعد ذلك رئيسا للبنك الدولي وكذلك جورج شولتز الذي تنقل بالمناصب العليا ووصل أخيرا الى منصب وزير الخارجية وكذلك
كاسبر واينبرغرCaspar Weinberger

الذي كان نائب رئيس ومستشارا لشركة بيكتل النفطية(Bechtel)

ومن ثم وزيرا للدفاع.

كما يتحدث عن جورج بوش الأب الذي أسس
 شركة زاباتا للنفط   ZAPATA PETROLEUM  واصبح سفيرا لبلاده في الأمم المتحدة اضافة الى خدمته في السي آي ايه واستقر به المطاف في البيت الأبيض مؤكدا ان الحكومة الأمريكية تعمل على تحقيق مصالح الشركات الكبرى وتعتبر الشعب الأمريكي رعية ليس أكثر.

الكاتب يؤكد أن الادارات والشركات الامريكية تتآمر على شعوب العالم المستضعفة وتغرقها في الديون وتعمل على تغيير حكوماتها وتنصب اخرى عميلة لها وتعارض حركات التنوير في تلك البلدان وتكره الديمقراطية فيها لأنها تفضل التعايش مع الديكتاتوريين الذين ينفذون أجندتها بلا نقاش لترابط المصالح.

الكتاب قراءة مفصلة تشوبها تخمينات حول جرائم قتل محددة

اهمية كتاب :
اعترافات قاتل اقتصادي للكاتب الأمريكي جون بيركنز
تكمن في توقيته حيث تسيطر الامبريالية الأمريكية على مقدرات ومصائر الشعوب وان ذلك يكمن في حجم وتأثير الديون التي تعيد انتاج السياسات في العديد من الدول

الكتاب يتحدث عن مرحلتين:

المرحلة الاولى:
مرحلة ما قبل حرب تشرين 1973 والتي لعبت دورا في تثبيت الهيمنة الأمريكية على العالم وتؤشر على الظروف التي أسست لمرحلة القاتل الاقتصادي الذي يكمل

قاتلين هما:

الاول : القاتل الايديولوجي الذي فضحه كل من
البروفيسور أفرام نعوم تشومسكي

(Avram Noam Chomsky)

و البروفيسورادوارد سعيد Edward Said

الثاني: القاتل الكلاسيكي:
هو القاتل العلاجي الذي يشبه فرسان مالطا Knights of Malta(الحكومة الأكثر غموضاً The most mysterious government).

 ان ثمة قاتلا اقتصاديا في اكثر من بلد يتصنع بالدور العلاجي مثل شركة بلاك ووترز Balck Water.

 

ان القاتل الذي يتحدث عنه الكتاب فهو جديد بالنسبة للراسمالية ويشكل امتدادا لشكل سابق من الرأسمالية الأوروبية التي تمددت في العالم الثالث وها هو يعود حاليا باسم العولمة والليبرالية ويشدد الكاتب على ان وزراء التخطيط في العالم الثالث في المرحلة الأمريكية
ووكلاء البنك الدولي THE WORLD BANK

وممثلي
وكالة الانماء الامريكية(United States agency for Internationl Development) يو أس ايد USAID

يعدون شركاء للقاتل الاقتصادي.

الكاتب يتحدث عن أساليب القاتل الاقتصادي في اقناع زعماء دول العالم الثالث بالحصول على قروض ضخمة من اجل تطوير البنى التحتية بمعنى ضرورة الحصول على هذه القروض لتوريط هذه الدول لأن قسما كبيرا من الرأسمالية الأمريكية تمركز في شركات الانشاءات والطاقة والطرق منذ العام 1929.

وعن طريقة الدفع الأمريكية لدول العالم الثالث الفقيرة يقول ان امريكا تدفع ورقا لهذه الدول في اشارة منه الى عدم تغطية الدولار بالذهب كما هو الحال بالنسبة للدول الأخرى.
مؤكدا ان امريكا تخضع العالم بالورق ويحصل ان تعجز هذه الدول عن السداد لأنه لم يتوفر لها بنى انتاجية تواكب التطور في بناها التحتية ما يؤدي الى وقوع البلاد في ازمة وتصبح امام خيارين هما:

الخيار الأول الخضوع التام للمندوب السامي الأمريكي.

الخيارالثاني الخضوع للضغوط.

ومن يرفض يصبح لزاما عليه مواجهة العبث الأمريكي ومن صوره كشف عملاء السي آي ايه والملفات السرية واثارة الفتن الداخلية من خلال المظاهرات وافتعال الثورات الملونة اضافة الى استغلال التذمر العام في البلاد من الفساد الموجود حيث يخرج المواطنون بتوجيه سري من المرتبطين بالأجندة الأمريكية التي تنفذها السي آي ايه CIA
كما حدث مع مصدق في ايران لأنه امم شركات النفط الامريكية علما ان امريكا لم تحرك ساكنا ضده عندما امم شركات النفط البريطانية بسبب الصراع الذي كان قائما بين الامبراطوريتين البريطانية والأمريكية لكنهم اطاحوا به عندما أمم الشركات الأمريكية.

ويشدد الكاتب على أن امريكا لا تبحث عن شركاء بل تريد عملاء شأنها شأن اسرائيل مستعرضا
ملفي كل من:
- رئيس وزراء ايران الأسبق مصدق.
- رئيس بنما عمر توريخوس الذي وقع صفقة لتطوير قناة بنما مع اليابان الحليفة لأمريكا وليس مع احدى الدول المعادية لأمريكا مثل السوفييت على سبيل المثال:

الصحف الأمريكية بعد مقتل رئيسي:
رئيس بنما عمر توريخوس 
ورئيس الاكوادور جيم رولدوس
شنت حملات عنيفة ضد الرئيس الكوبي فيديل كاسترو متهمة اياه بقتلهما لصالح موسكو

لكن ذات الصحف اعترفت بعد عام ان هذين الرئيسين قضيا على يد امريكا
ويورد الكاتب في هذا السياق:
أن هناك تشابها في مقتلهما مع الحريري ويتمثل ذلك باتهام سورية اولا ومن ثم حزب الله في مقتل الحريري.....

ويبين الكاتب ايضا:
ان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين رفض عقد صفقة مع امريكا كما رفض فتح خط مع اسرائيل وبالتالي جرى ما جرى.....

مؤلف الكتاب كان ضابط استخبارات امريكية سابقا عمل في شركة استشارات هندسية تنسق مع وكالة الأمن القومي

لماذا صدر الكتاب الآن وسبب هذه الاعترافات يؤكد ان ما يحدث على ارض الواقع يؤكد فحوى الكتاب.

هل كان رفيق الحريري ضحية القاتل الاقتصادي ؟

 

 

 

Also Read أيضاً اقرأ

The Economic Hit Man and his Goals in Syria

القاتل الاقتصادي" واهدافه في سوريا